يتحرك على كرسي ذي عجلات، ويستخدم الحاسوب في الكتابة والمحادثة مع الآخرين، حيث تم تطوير نظام حاسوب خصيصا له يحوّل ما يطبعه إلى كلمات ينطق بها جهاز محوسب، وقد قام بإلقاء محاضرات عامة باستخدام الجهاز، ومن مؤلفاته الشهيرة كتاب
"تاريخ مقتضب للزمن - من الانفجار العظيم إلى الثقوب السوداء" (A Brief History of Time - From the Big Bang to Black Holes) .
يشرح فيه هوكنج نظرة علم الفيزياء للكون
نشأتـــــــــه:
ولد ستيفين هوكنج عام (1943) في اكسفورد في المملكة المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية ، وكان والداه يعيشان في لندن، غير أن اتفاقا كان قد ابرم بين ألمانيا النازية وبريطانيا حول عدم قصف اكسفورد وكيمبردج، ولهذا السبب ذهبت والدته إلى اكسفورد لتضعه في أمان. وعاش طفولته أثناء وبعد الحرب في إحدى ضواحي لندن، حيث كان يقيم العلماء والأكاديميون الإنجليز. وكانت المدرسة التي درس فيها تتبنى منهجا تعليميا خاصا تمخض عنه أن ستيفين لم يتعلم القراءة قبل الثامنة من العمر. أمضى ستيفن هوكينغ دراسته الجامعية في اكسفورد ومن ثم في كيمبردج ، وقد أصابه مرض (motor neurone disease) في بداية التحاقه ببرنامج الدكتوراه في كمبردج. وكاد أن يتوقف عن البحث بسبب المرض وعدم ودود أمل في الشفاء والتحسن، أو حتى في وقف التدهور حيث صارت قدرته على التحكم بأعضائه تقل تدريجيا. بيد أن علاقة نشأت بينه وبين فتاة أراد أن يتزوجها دفعته إلى الاستمرار في البحث لكي يستطيع الحصول على عمل لكسب العيش. وقد تزوجها فعلا في عام 1965. استمر في أبحاثه في مجال النظرية النسبية حتى العام 1970. وفي الأعوام 1970--1974 بحث في مجال الثقوب السوداء.
وانتقل بعد ذلك إلى البحث في مجال المقاربة بين النظريتين النسبية والكوانتية. وأصبح هوكينج منذ حين، من اشهر الفيزيائيين في العالم المعاصر. حتى يقال أنه الأكثر شهرة بعد اينشتاين..
يقول هوكنج انه كان منذ الطفولة شغفا بالألعاب التي كانت تمكنه من التحكم بالأشياء. فكان لا يأبه لشكل الطائرات والقارب التي يصنعها كلعب طالما أنها كانت تعمل! وعند انتقاله لكتابة أطروحة الدكتوراه في الفلكيات اعتقد أن في ذلك تجسيدا لطموحه القديم:
"إذا استطعت أن تفهم كيف يعمل الكون، فستتمكن من السيطرة عليه بطريقة ما!" .
وفي عام 1988م ظهر كتاب للعالم البريطاني ستيفن هوكينغ بعنوان «التاريخ الموجز للزمن». وقد أحدث ذلك الكتاب عند صدوره ضجة عالمية كبيرة، أصبح معها أحد أشهر وأفضل الكتب العلمية الكلاسيكية التي تبحث في نظريات تطور الكون عبر الزمن، وترجم إلى حوالي 40 لغة في أنحاء العالم من بينها اللغة العربية في أكثر من 9 ملايين نسخة. وكثير من الناس الذين اشتروا الكتاب لم يقرأوه بشكل كامل نظراً لصعوبته.
وعندما أصدر هوكينغ النسخة الجديدة المعدلة من ذلك الكتاب في الأول من ابريل عام 1998م، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور عشرة أعوام على صدور النسخة الأولى، توقع لها الكثيرون نجاحاً مماثلاً، إلا ان أحداً لم يتوقع أن يتصدر الكتاب قائمة أفضل الكتب مبيعاً على مدى (1237) اسبوعاً، وهي أطول مدة شهدها كتاب عبر التاريخ (ما عدا مؤلفات شكسبير).
وقد حصل هوكينغ على جائزة قيمتها عشرة آلاف جنيه استرليني (10000 جنيه استرليني) على كتابه المنقح (الكون باختصار) الذي يعد كتاباً مرشداً عن الكون بما في ذلك الثقوب السوداء، ونظرية الكم، والسفر عبر الزمن.. الخ وذلك في شهر يونيو 2002م. وبقدر ما أثارت كتب وأبحاث هوكينغ العلمية اهتمام العالم وتقديره، فإن مقدرته على القيام بكل هذه الانجازات العلمية تعتبر شيئاً مذهلاً لهذا العالم شديد الإعاقة الجسدية.
تولى هوكينغ منصب أستاذ (بروفيسور) في الرياضيات في قسم الرياضيات العملية والفيزياء النظرية في جامعة كامبردج، وهو المنصب نفسه الذي شغله العالم الفذ اسحاق نيوتن عام 1663م. كما حاز على عدد كبير من الميداليات والجوائز العالمية، بالاضافة إلى عدد من درجات الشرف، وشهادة «زمالة شرف» التي تعد من أندر جوائز الشرف في بريطانيا، وشهادة زمالة في المجمع الملكي، وعضوية في الأكاديمية الدولية الأمريكية للعلوم.
ويعتبرستيفن اليوم من كبار علماء الفيزياء حتى قيل عنه انه مقيد بالسرير ولكن عقله يسبح في الفضاء الواسع ووصف بأنه اعظم عالم فيزياء معاصر.
لقد استحق العالم ستيفن هوكينغ أن يكون بكل جدارة خليفة للعالم البرت اينشتاين ليكمل مشواره لمعرفة المزيد من أسرار الكون، وهو يحتل أيضاً المنصب الذي شغله العالم نيوتن كرمز للعبقرية العلمية التي تتحدى جميع ألوان الضعف البشري، من أجل تقدّم الإنسان في كل مكان..
يعدّ ستيف هوكينغ ثالث أكبر فيزيائي مرّ على الوجود بعد نيوتن وإنشتاين، وقد أنتجت عنه عشرات المقالات والكتب والأفلام؛ تعرّف به وبنظرياته كـ (الانفجار العظيم، أو الخبطة العشواء، ومقابر النجوم، والكون الفتي، و…)، ولو كان في دولنا العربية لأودع في دار العجزة فهو شخص مشلول، ولا يتكلم، ولا تتحرك فيه إلا أصابعه التي يكتب بها على أزرار كمبيوتر خاص يتولى نطق إجابته!!
ولكنه أصر على النجاح وحتماً بتوفيق من الله تعالى وبالأمل الحي في ذاته..