تنفق
الشركات الكثير من الجهد والمال لبناء علامتها التجارية. لكن لماذا تعتبر العلامة
التجارية أمرا مهما إلى هذا الحد؟ وفقا لـ لورا ريس، الكاتبة وخبيرة العلامات
التجارية المعروفة، "فإن أهمية العلامة التجارية تكمن في أنها الصورة التي تعلق
في أذهان الناس. والأمثلة على ذلك كثيرة، منها موقع (نوردستروم-Nordstrom) والذي ارتبط بالأحذية وموقع غوغل الذي أصبح يعني البحث على
الانترنت".
ولكن
ماذا عن بناء العلامة التجارية الشخصية؟ أيمكن للمرأة العاملة أن تأخذ وقتها لبناء
اسم تجاري يساعدها في تحقيق تطلعاتها الوظيفية؟ ماريسا ماير، على سبيل المثال،
تعتبر دليلا ناجحا على هذا، فعدا عن كونها الرئيسة التنفيذية الجديدة لشركة ياهو،
فقد نجحت في بناء علامة تجارية متميزة حققت لها النجاح الوظيفي.
كيف
استطاعت ماريسا ماير أن تصل إلى مثل هذا المنصب؟ بحسب لورا ريس، فإن هذه السيدة
تمتلك ما لا يمتلكه الآخرون، ألا وهو "العلامة التجارية". وتقول مضيفة: "بصفتها
الموظف رقم 20 في غوغل وأول مهندسه تعمل معهم، فقد أصبحت هي ذاتها علامة تجارية،
وغدت ماريسا ماير تعرف باسم (المرأة التي جعلت شركة غوغل ناجحة)."
وتعتبر
لورا ريس خبيرة ممتازة في العلامات التجارية، فوالدها هو المؤلف المشهور آل ريس
والذي أصبح كتابه (معركة العقل- Positioning: The Battle for Your Mind) مرجعا تسويقيا هاما حين يتعلق الأمر ببناء العلامات التجارية،
وقد أمضت لورا 18 عاما في العمل مع والدها في شركتهم (ريس آند ريس -Ries
& Ries) والتي تضع استراتيجيات العلامات التجارية
بالتعاون مع غيرها من الشركات العالمية.
وتؤمن
لورا أنه لا يكفي للمرء أن يبني مستقبلا مهنيا فقط، بل عليه أن يبني علامة تجارية
تخصه أيضا، فكيف يمكن لنا أن نفعل ذلك؟
-
حدد من أنت، وما الذي تجيد
فعله:
حاول
أن تصف نفسك بكلمة واحدة أو مفهوم واحد. ومن الأمثلة على هذا، ما تصف به إحدى
صديقاتي نفسها بأنها "خبيرة تطوير المشاريع" وهي تعني أنها قادرة على
استكمال المشاريع ضمن الميزانية المحددة وفي الوقت المحدد تماما.
-
حاول أن تفهم تصورات
الآخرين عنك:
وتعلق
لورا على هذا الأمر قائلة: "حاول أن تفكر في الناس من حولك، فكر في الانطباع
الذي تتركه لدى الأصدقاء والجيران وزملاء العمل، فكر في علامتك التجارية
الخاصة". خذ وقتك في التحدث مع مختلف الأشخاص وحاول أن تعرف ماهي تصوراتهم عن
قدراتك ومواطن القوة لديك، واستخدم هذه المعلومات في بناء علامتك التجارية الخاصة.
وقد
كتب دان شوبل، صاحب كتاب (بناء العلامة التجارية القوية لتحقيق النجاح الوظيفي)،
مقالا ممتازا عن هذا الموضوع، وضمنه بعض النصائح المفيدة لمن يريدون بناء
علاماتهم التجارية. ورغم أن هذا المقال كان قد نشر في العام 2009، إلا أنه مازال
وثيق الصلة بعالمنا اليوم، خصوصا حين يتحدث دان عن كيفية الاستفادة من الشبكات
الاجتماعية في بناء العلامة التجارية الشخصية. وهو يقول في هذا الصدد: "الفرق
بين مفهوم العلامة التجارية الحالية ومفهومها قبل 10 أعوام، حين تم ذكرها من قبل
توم بيترز، هو أن انتشار الشبكات الاجتماعية بهذا الشكل الهائل جعل من السهل تسويق
علامتك التجارية الخاصة".
ويوصي
دان باللجوء إلى الوسائل التالية "التي من شأنها أن تساعدك في تسليط الضوء
على علامتك التجارية الشخصية وأن تجعل الناس يرون إمكانياتك الحقيقية":
-
البطاقات
الشخصية.
-
السيرة
الذاتية.
-
محفظة
العمل الخاصة بك والتي تعرض انجازاتك.
-
صفحتك
الخاصة أو موقعك الخاص على الانترنت.
-
صفحتك
الشخصية على لينكدإن.
-
حسابك
الشخصي على الفيسبوك.
-
حسابك
الشخصي على تويتر.
-
سيرتك
الذاتية على هيئة فيديو ( رغم أنني لست متأكدة تماما من مزايا هذه الطريقة لكنني
صادفت البعض من أصحاب العمل ممن يفضلونها).
-
اختيارك
للثياب.
- عنوان بريدك الالكتروني.
ليس
من السهل بناء العلامة التجارية الشخصية، لكن فكر بجميع الفوائد التي ستجنيها بعد
أن تقوم بهذه الخطوة، فالطريقة التي ينظر بها المحيطون اليك تنعكس إما سلبا أو
إيجابا على تطورك المهني. وبصورة عامة فإن أكثر الأمور صعوبة في الحياة هي التي من
شأنها إحداث الفارق الكبير في حياتنا .
مصدر المقال :http://www.forbesmiddleeast.com/read.php?story=1466